هذه الليلة تبدو مظلمة، أشعر فيها بفراغ بحجم الكرة الأرضية ينتفخ في رئتي ويضغط على قلبي
فراغ يشبه الموت الطافي على المقبرة المجاورة ، أو لعله طفا منها إلي عبر النافذة ، أتراني مت أنا أيضاً؟
إذ لا علامة للحياة ترسو بين ملامحي، ولم يعد هناك على ما يبدو اي شيء يغري الأسئلة لتهاجر لمخيلتي
حيث اعتادت أن تتوالد وأن تعيش أخصب مواسمها!
ربما لم تعد التربة دافئة كما كانت، باتت الشمس تغرب حيث تشرق ويبتلعها بئر كبير محفور ببشاعة
لأن البحر القريب جف، هو الآخر لملم أثواب موجه بخفة وسافر
بأسماكه ومرجانه ، ولم ينس رائحته أيضاً
أبدو كشاهد قبرٍ كبير، نحتوا عليه أجمل الجنيات والسواقي وقصائد مذهلة، لكنه بقي رغم ذلك حجراً بارداً
ولم يستطع رسمه البهيج أن ينكر الموت الجاثم تحته
لماذا أشم الآن رائحة القهوة تفوح بين أصابعي!
تحاول أن تستدرجني لهدوء مؤقت تضمن به أن لا أجن .. ولكنني يا أصابعي الصغيرة أتمنى بحق لو أجن
لو أملك القدرة على الجنون، أترك عقلي على الطاولة بجوار الهاتف وأركض في الشارع برأس مفتوح
وقلب مبتهج كما لم يكن يوماً!
أتمنى أشياء كثيرة ، بعضها كان يخفق بي ذات جنة، لكن الجسور المعلقة فقدت توازنها وسقطت جميعاً
قيل لي أن السماء لم تكن على ما يرام يومها
كيف هي السماء الآن؟
هل لا تزال متوعكة؟ أم أن احتفالها بالشفاء أنساها إياي؟
هل ماتت السماء أيضاً؟ دون أن توصيهم أن يعتنوا بي؟
أن يوقدوا لي قمراً كل ليلة ؟ ودرباً لأحلامي؟
ولماذا يستطيل عقد الأسئلة دون إجابة تغلقه ؟ حتى إذا اكتمل سقط وتناثر من جديد!
تباً
No comments:
Post a Comment