Sunday, April 1, 2012

خيالات وأحلام .. وأشياء أخرى




لا ينتزعني من رتابة
التقارير المكدسة أمامي الآن عدا بقايا أحلام البارحة الطافية هنا وهناك وقد فاتها
أن تتشبث برداء الليل الهارب من آذان الفجر .. كثيرة هي تلك التي رأيتها ، وقد
داهمتني حتى قبل أن أنام حقاً! .. كانت ليلة غريبة .. إذ لم أكد أغمض عيني حتى باغتتني
ظلال كثيرة لخيول تعبر جفني وتسابقه ! ثم هي تتفتح ورداً ببتلات شاسعة، أقواس قزح
وأجرام غريبة ! لم أكن قد نمت بعد .. ولم ينل مني النعاس حتى ! كيف استطاعت تلك
الخيالات أن تفلت من قيدها لتسبقه إلي !! لكنها كانت جميلة، دوى بعدها في داخلي صوت
محمد البراك طفلاً يتلو سورة المعارج كما يحدث كل ليلة، لكن هذه المرة كانت عتمة
جفني تبهت، وتنكشف عن طائر كبير محفور على جداره بينما البراك يقرأ ويقرأ .. ولم
يلبث الطير أن انتفض وبدأ بنزع جناحه العريض الممتد عن الجدار، ثم هو يمده لينتزع
جسده، كان جناحه مثقوباً لكنه التئم بقوة وحلق الطير يغطي عيني بظله! سرت بي
قشعريرة صغيرة لكنني لم أنفض عنه جفني .. كانت الآيات تتلاحق والطير يقترب حتى بدأ
يغلفني أو يلبسني ويفرد جناحه على جسدي ! كان خيالاً لكنني خفت وهربت لجانب المخدة
الآخر .. بدأ نعاسي يتسلل سريعاً، شعرت بثقل في عيني ، لم أستطع النظر لسقف جفني
بينما خيال ماء يرتفع ويغطيني ، كنت أغرق وأرى أسماك قرش هائلة تسبح برشاقة.. هل
سبحت معها؟ هرباً منها؟ لا أدري .. لربما نمت بعدها وانتقلت لبعدٍ آخر جديد من
الصور..
في البلاد البعيدة حيث
أخذني النوم، كان بيتنا القديم وطرق سرية يغطيها النخيل وأشجار أخرى طويلة زرعها
أبي لا أعرف اسمها، كانت بطة تسبح في حوض سمكتي (آيزنهايم) وتحاول أن تأكل من
قشرته، أخرجتها وسمكتي تكبر وترقص في الماء ! لماذا رأيت اثنتين من طالباتي؟
وأحدهم يوزع عمائم على الحضور !! أسواق تقليدية كثيرة .. أراها دائماً تبيع حقائب
وأحذية جلدية وتحف قديمة .. رأيت أحلاماً كثيرة .. لكنني صحوت كعادتي دائماً بلا
شعور في ذات الساعة ككل ليلة.. أعود لأحلامي معاندة .. فاستيقظ فجأة مع آذان الفجر
وتهرب أحلامي كلها !
من أين تأتي تلك الصور؟
وقصاصات الكتب التي أقرأها في نومي ! والبلاد العجيبة والقصور والأمراء
والحكايات!!
وكيف يكون من لا يراها !
لست أدري .. !

11.45
التقنية العليا - مسقط