Sunday, December 12, 2010

!


حزينة هي أنا اليوم ، رغم أن نهاري مضى جيداً ..

بدأت التدريب في مختبرٍ جديد ، أوسع ويحوي وجوهاً أعرفها تذكر عني ما يطيب خاطري ويسعده

اليوم أدركت أن مشاعرنا التي تتسرب من مساماتنا وتتبخر لا تصير هباءًا ولا تتبخر لسماوات بعيدة كما تخيلت ، لكنها فقط تلتصق بالجدران والسطوح الأقرب ، هي أبسط كثيراً مما نظن ، ولسوء حظنا أو حسنه فهي لا تنسى أيضاً .. بمجرد دخولي لمبنى المختبر ، انقضت علي تعانق ثيابي وملامحي ، مشاعر مختلطة لكن واضحة بما فيه الكفاية رغم مرور ما يزيد على العامين او العامين والنصف!

أحداث ووجوه وانفعالات ، يغلب على أمزجتها الحزن واليأس وربما القهر ، نسيتها منذ زمن بعيد!

بينما كنا نعمل ، تذكرت أنني فيما مضى ، تمنيت لو أنني أعمل في ذاك المختبر ، ابتسمت ، فلقد كنت ذات طموح شديد التواضع!

عدت للمنزل ، لغرفتي التي أفرغت على أرضيتها كل محتويات الخزانة العملاقة والصناديق ! فعلت ذلك البارحة ولم افرغ منها بعد وقد لا أفعل الليلة أيضاً .. وجدت دفاتر قديمة وذكريات لم يعد لها حيز خارج دفاترها ، صادفت حتى دفاتر المرحلة الابتدائية .. احتفظت فقط بما يستحق .. وقررت أن أرتب غرفتي مساحة جديدة لعمرٍ جديد

ولم أنسَ الذهاب للنادي أيضاً ، وهنا ربما أصابني الحزن !

البارحة ، كتبت قراءة لرواية للمرة الأولى في حياتي ، وكنت أعمل عليها لساعات قبل أن أذهب لشراء العشاء ، عند عودتي اكتشفت أنني نسيت الشيء الذي كنت أفعله واحتجت وقتاً طويلا لتذكر أنني كنت أكتب عن رواية ووقتاً آخر لتذكر أحداثها! شعرت بالرعب ، فذاكرتي المثقوبة مثقوبة جداً!

في النادي اليوم ، كانت النسوة يمارسن التمارين في رشاقة ومتعة ، أو مجهدات مرغمات ، لكن الكل كان يتحرك ، عدا حضرتي التي كانت تنسى بعد أقل من دقيقة كيف تتحرك وفقاً للتمرين!

لم أمارس شيئا من التمارين التي تطلبت حركة سريعة للأطراف الأربعة معاً فلم تكن ذاكرتي تسعفني للحاق بهم ولم أكن أستطيع التنسيق بين يدي ورجلي ، أو يدي اليمنى والأخرى اليسرى! شعرت بالخجل ، بالارتباك وبالكثير من الحيرة ! لم أستطع التركيز وعلا نبض غريب صدغي

قالت صاحبتي بأنني أفكر كثيراً والتمارين تحتاج للبساطة والانفتاح والاستسلام لوقعها الجميل.. لكنني أعلم أنني هناك لم أكن أفكر ! ولم أكن أستطيع مسايرة الأخريات ، تباً!

حزينة هي أنا الليلة .. وطنيني أيضاً

**

لو أن جريجور تحول لآلهةٍ عوضاً عن الحشرة ، لنبذه أهله أيضاً ، دون اشمئزاز ولكن بالكثير من الرعب أيضاً .. والتقديس القائم على الفصل والبعد وعدم المشاركة ولشعر بنفس المشاعر وإن جاءت مقلوبة !

لربما كان عليه أن يهرب من النافذة ، إلى حيث تكون الحشرات الأخرى يبحث فيها عما يشبهه ويحترمه حتى بأصله البشري ، لكن جريجور بقي وفياً لما لا يستحق

18:03

سفينة نوح