Saturday, June 27, 2015

:)



لطقوس الصباح في داخلي نفسٌ طويل للغاية، للساعات التي يمكن أن أقضيها على فراشي كل صباح دون ملل، أتقلب فيها بين أحلام اليقظة وبقايا أحلام المنام، والأخبار الجديدة التي أقرأ على صفحة هاتفي، لكن نفسي الطويل هذا على ما يبدو ليس قويًا جدًا كما كنت أظن، وليس محصنًا بما يكفي أيضًا ..
اليوم خطفتني من النوم مكالمة طويلة، ثقيلة، كصخرةٍ تزن ملايين الأطنان تجثم على صدري الآن وتئد أنفاسي لحظة ولادتها، حديثٌ يقذفني في قلب الدوامة من جديد، تتلاطم على روحي من جديد كل الأسئلة، ولأنني أعرف أغلب الإجابات، ترتدي الحيرة ثوبًا جديدًا، أكثر مرارة
ثوبًا أسود كأثواب الحداد
حتى الحيرة تبدو أكثر إنسانيةً اليوم من كثير ممن أعرف
ما أبشع كل ما يحدث باسم الحب
وما أغرب إيماني الوثيق به رغم بشاعة كل ما يحدث
يعرف الحب كيف يصقل هذا الإيمان، كيف يشذبه، وكيف يسلخ عنه كل يوم قشرةً جديدةً كانت تتعلق به دون وجه حق، لا يبالي كثيرًا بأثر هذه العملية على قلبي، وعلى روحي، يعرف أن الوصول لذات الحب الخالصة من كل هذا الزيف القبيح تشفع له كل شيء
ما أبعد اليوم عن الأمس
ما أبعده!
وما أكفره أيضًا
لم يكن هذا صباحًا مدللًا، لا أحب أن أدعوه صباحًا قاسيًا، لكنه كان صارمًا جدًا، حازمًا، ثقيلًا بعض الشيء
أشعر ببعض الحزن .. بتلك الرغبة التي أعرفها في البكاء دون أن أبكي، بالطفلة في داخلي تركض في كل الأنحاء تبحث عن متنفس ولا تجد فتجلس على الأرض تكوم ركبتيها على صدرها وتدفن وجهها وتغيب!
لكن لست غاضبةً أبدًا، كان ينبغي لصباحٍ كهذا أن يأتي
ولمجيئه لابد أن أمتن :)
11:46

Friday, June 26, 2015

!

ما أكثر أخطائي الإملائية هنا !!

لعبٌ ولهو



حتى وقد كبرنا
فنحن لا نزال نلعب، كل الألعاب التي تخيلناها ونحن صغار، ومثلناها بالعرائس والصور، نمارسها الآن على نطاق أكبر
لكن عوضًا عن أن تكبر المتعة أيضًا، صرنا نطرز كل لعبة منها بالخوف والشك والتردد، نستميت من أجل الفوز، لأجل الفوز، ننتقل من لعبة لأخرى دون أن نكملها، وأحيانًا دون أن نلعبها حقًا، نتجاهل اللاعبين الآخرين، أو نغشهم لننتصر عليهم، نوقعهم أرضًا، نسرق طعامهم وأشيائهم، بعنفٍ أكبر وأقسى
نلعب الأدوار التي كنا نمثلها ونحن صغار، وأدوار أخرى جديدة بتفاصيل أعمق، أجمل أحيانًا وأبشع أحيانًا أخرى،
أما أنا، فلا زلت كما أنا، أحب اللعب وحيدة في أكثر الأحيان، أحب أن أعطي عيوني بعض المساعدة لترى أشياء أكثر وأجمل وأكثر دهشة وسحرًا، في كل يوم، تغدو اللعبة أجمل وأكثر متعة، إنني أستطيع أن ألمس الآن وأشعر بكل ما تخيلته وأنا أقصر قامة من الآن، كل ما يتجلى لي، يمنحني الفرصة لأرسم غيره أجمل منه
لا أحب ألعاب الآخرين كثيرًا، لا أحب الغش، ولا أحب العنف، ولا أحب البؤس أيضًا
أتمنى لو بإمكاني أن أصنع ملعبًا جديدًا شاسعًا لكل أولئك المحرومين منه، أن يكبر غدائي ليكفينا جميعًا، أن نصنع ثُقبًا في صدور اللاعبين المتنمرين نمرر منه الحب إليهم
لا يبدو من العادل أبدًا أن يكون طبيعيًا أن لا نحصل جميعًا على حق اللعب نفسه، أو أن نحصل عليه ثم يُسلب منا
أشياء كثيرة لا تبدو عادلة، مذ كنا صغارًا، لكنها الآن كبرت أكثر، ولم يعد يمنعها سلطة المعلمات أو حضن الأمهات، لم أعد أستطيع التظاهر أكثر بأنها لا تحدث، ولا أستطيع أيضًا أن أطرد الحزن عليها من قلبي بالبكاء
ربما نحن نكبر، ونغدو أطول وأثقل، لنتمكن من استيعاب هذا العالم دون أن يفتك بنا
لكنها خرافة لا أكثر، حتى عندما لا أريد أن أكتب حروفًا معتمة، لا أستطيع، لكنني أيضًا أؤمن بأن هناك من الحب ما يكفي لنعيش يومًا آخر، ونلعب لعبةً أخرى
17:09
يورك

اسطنبول








السبت 20 يونيو 2015
هذا هو اليوم الثالث لي هنا في اسطنبول، والثاني بعد المؤتمر غريب الأطوار، تبدو المدينة هذه المرة أكثر غرابة، أكثر انفعالًا، نسيجًا صاخبًا عشوائيًا، سربًا من الطير في رقصة لا مألوفة – بالنسبة لي على الأقل- نظرات الناس في الشارع تتباين حتى أعود غير قادرة على وضعها ضمن وصف واحد أو اثنين .. ملامحهم الغاضبة أبدًا، الساخطة، الثائرة بالنظرات وحدة الصوت، ملابسهم التي تغدو مسنّة فجأة عليهم مهما أغدقوا عليها من الألوان.. حتى بيوتهم هنا ملونة، ألونًا كثيرة لكنها مكومة على بعضها بنفاد صبر، تحتار الشوارع بينها، فتصعد وتنحدر وتتلوى، تصعد بالصخر وتنزل بأشياء أخرى، يوجد بحرٌ بعيد لكنه أفقر من أن يكون له رمل أبيض، لكنه غاية في السحر، - أيضًا لولا السياج الذي يلفه حول وجهه حجابًا.. السماء كأمزجة البشر، تبدل وجهها ألفَ ألفَ مرة، تبكي وتضحك.. أو فقط تنشر الغمام دون غضبٍ واضح لكن أيضًا دون بهجة، كما أكون وسط الجموع غالبًا!
وعندما لم تكتف المدينة بكل هذا، أتت بكيسٍ كبير مملوء بالقطط ونثرته من السماء للأرض فانتثرت!
قططٌ وكلاب لم أر بعددها هذا شيئًا من قبل، لعل القطط هنا كالأشجار، بُعثت لتمنح هذا المكان بعض توازن ..
إذ مهما التهبت الأرض، تمتد الجذوع بالأوراق المطمئنة للسماء، تصلي برقصها الوديع، بحفيفها المنسجم، بخضرتها الجميلة المحددة بالبياض.. هذه الأشجار، هي روح الأرض!