Sunday, January 24, 2010

colorless


لم تكن ليلة هانئة ، صوت الكيس الذي لم أره ، يقع بمحتواه الثقيل، استفز نومي وكدره

لم أنم بعدها إلا متأخراً جداً لأصحو باكراً على غير العادة ، بقيت على سريري طويلاً أستجديه ليعود

وتلعب بي أطرافي لعبة سخيفة، فقدمي اليمنى تشعر بالبرد واليسرى بالحر! وعلي توزيع الغطاء بحسب أحاسيسها اللامتوازنة

حتى طقوس الاستيقاظ والاستعداد للخروج كانت بطيئة لدرجة لا تكون محسوسة ..

استغرقت ساعتين ونصف لأستعد!

البرد الشديد في الخارج فاقم شعوري بالثقل، غضروف أنفي تجمد كلياً وتخدرت أصابعي المخبأة في جيوبي

لم يكن الطريق لينتهي ، شعرت برغبة في البكاء، لو أنه ينتهي لمنزلنا .. لأمي وأبي!

لكنه كان أبرد من أن يمتد منهم

في الغد يبدأ الفصل الثاني، لا أشعر بأي رغبة في العودة للدروس .. ولكنني هنا لأجلها فقط

ولا مجال للتراجع!

فكرت بهذا في الطريق، أشكال البشر هنا تبدو أبعد ما يكون للبشر حسب ما أعرفهم

فملامحهم مرسومة بخطوط خفيفة لا تكاد تكون موجودة ، ملونة بسائل يشبه الدم لكنه بلا لون ولا حرارة!

كلهم يتشابهون ، ينظرون لنفس الوجهة ولا يبتسمون، وحده ذلك الرجل الكبير كان يستمع لبعض الموسيقى الصاخبة

لكنها الأخرى كانت شيئاً لا يشبه الموسيقى

الحبر المطبوع على الكتب بين أيديهم باهت والأوراق تبدو كميت نسي إغلاق عينيه وفمه!

روائح الطعام تبعث على الغثيان والطريق طويل!

في السوق كان هناك عجوز يعزف بجيتار جميل ويراقص بقدمه طبلا بصوت ظريف ..

صوته العميق أعاد شيئاً من حياة لكنها لم تكن لتتجاوزه ، كالبخار الهارب على أنفاسنا

عازفة الكمان عزفت ذات اللحن ككل الأسابيع الماضية .. لم يعد القلب يضخ أي دماء جديدة!

روائح القهوة تطل من نوافذ المقاهي ولا تدعوني للدخول ، والثياب المزركشة في المحال الكثيرة تلتصق برفوفها

لم أشعر بأكثر من البرد يتسلل إلى عظامي ويرسمني باتجاه غرفتي الصغيرة بعيدا

عدت وكأنني لم أخرج .. وكأنني بقيت هنا أبداً!

رغم الأغاني الكثيرة التي رددتها ، رغم الضحكات اللي انفلتت مني إلا أنني لم أتخلص منه

من الصدى المتردد في فراغ ما بداخلي ، يصطدم بأضلعي ويخنقني

قيل لي أن علي الوصول للجرح ، لكنه لا ينزف .. ولا يئن ..

فهل أكون بأكملي الجرح !!

No comments: