الخوف
مصطلح العام الجديد ، أو العمر الجديد ، يجتاحنا كمواسم المطر ومواسم الموت .. يحلق أطراف ألسنتنا وكفوفنا وشعورنا ..
وحتى أطراف القلوب أو يزيد !
يقتل بنا البراعم الصغيرة أو يبيد ، يقولب الأجنحة أثقالاً مزخرفة ويرميها في قاع البحر
يطوقنا معاطف ثقيلة ، محشوة .. ولا ينصرف!
يرافقنا قبل أسمائنا ، وقبل أبصارنا .. وقبل أفكارنا ، وكالملاك الحارس ، يطير على رؤوسنا كماردٍ عملاق
وكما يتحسس صداعي من النور ، يتحسس الخوف من الحرية ويتوجس من الحب!
فيتمدد على مساحاتنا يرفس بقدمين من صبار شوكي ، يتوهج جحيما ويبكي ضوضاء عالية ، تخفق في القلب فتسحقه وتتدافع مع أنفاسه
حساسيته مفرطة ، جداً
بعد الخوف ، على الحياة أن تستأذن قبل أن تمضي ، وعليها أن ترتدي مقاسات أصغر بكثير مما اعتادت
وأن تطلب إذنا مسبقاً قبل أن تحلم .. وقبل أن تزهر
وبعد الخوف علينا أن ننتعل شعوراً دائماً بالذنب – دون ذنب - ، فهو يسعد الخوف كلما غنى ورقص!
وتذبل الروح أيضاً كلما غنى ورقص ..
لكن يبقى وحده مصطلح العام الجديد ، أو العمر الجديد ، يجتاحنا كمواسم المطر ومواسم الموت .. يحلق أطراف ألسنتنا وكفوفنا وشعورنا ..
وحتى أطراف القلوب أو يزيد !
22:35
No comments:
Post a Comment