Thursday, November 4, 2010

02


اقترحت على أخي هذا الأسبوع أن ننظم رحلةً في نهايته ،

في جلسة المشاورات التي حضرتها ، قلنا لو أننا نخرج ساعة العصر للبحر ونبقى حتى المساء ، نحضر لحماً مشوياً ودجاجاً

ونلعب ويلعب الصغار

بالامس ، كنت في المركز التجاري وجاء أخي ليشتري اللحم والدجاج للرحلة التي تقرر أن تكون اليوم

هذا الصباح، وبعد نوم كنت تمنيته طويلاً بعد أسبوع حافل بكل شيء ، أيقظتني الخادمة ، بعض العمال يتحققون من أنابيب دورة المياه الملحقة بغرفتي

هربت لغرفة والدتي فجاء أخي المذكور أعلاه يسألني ان كنت قد جهزت ! ، سألت لم أكون جاهزة ! فإذا به يذكرني بالرحلة وأننا سنذهب بعد قليل

إلى وادٍ لا نذهب لسواه

توقفت للحظةٍ أفكر ، ألم تكن للبحر في المساء !!

انتظرت ان ينتهي العمل وقبل أن أجفف وجهي كان بوق السيارة يعلن عن نفسه بانتظاري

شعرت بغضب كبير .. أخذت إحدى روايات منيف وخرجت دون حقيبتي

في الطريق فضلت أن أصمت ، وهناك شرعت في القراءة .. بينما فضل الآخرون السخرية مني لأنني أريد الذهاب للبحر

ولانني غاضبة .. وربما لأنني أشعر بالصداع

المكان يعج بالدبابير والذباب الفسفوري اللون ، وبعض الماء تحت جسرٍ لا تمله الشاحنات الثقيلة

كنت أراقب الجميع ، أبحث عن أسباب متعتهم ثم أعود للاعتقاد بأنني كائن لا اجتماعي ، وغير مرن بتاتاً .. انتقل بين صفحات الكتاب وانعكاس الماء على الجسر

احاول تجنب التعليقات اللاذعة والسخيفة ، لم أكن لأعترض لو كان لدي علم ، لماذا لم أعلم قبل اليوم أن عمالاً سيصلحون شيئاً في غرفتي

ولماذا لم أعلم بأننا سنذهب في رحلة في الصباح ! إلى هذا المكان ! ولماذا لا يمكن انتظاري حتى استعد ، ولماذا ليس بيدي شيء

ولماذا أكون محل سخرية ، ولما ينظر إلي الجميع وكأنني أقل منهم لدرجة أن أحدهم قال أن المارة فوق الجسر سينظرون إلي أقرأ على الكرسي تحته ويقررون فقط لو يبصقوا على كتابي!

حتى صداعي اليوم كان يسخر مني ، يرشقني بأشد أنواع الألم قهراً ولا أملك إلا أن أتظاهر باللا مبالاة .. بأنني بخير وبأنني استمتع

انتظر أن ينقضي الوقت وأعود سريعاً جداً إلى غرفتي

في كل يوم من أيامي الاخيرة هذه ، أتمنى أغلب الأحيان أن يمر الوقت بسرعة ،

أن ينسحب بي سريعاً لمكان اقل اختناقا ، رغم علمي بعدم وجود مكان كهذا

الان أنا لا اريد أن يمر الوقت سريعا.. اريد لو يسرقني النوم ، ولا أصحو

18:12

No comments: