Sunday, April 11, 2010

7

الأيام التي ترافق الشمس لأراضيها البعيدة لا ترافقها حقاً ولكنها تتراكم في داخلي كسدٍ كبير

والأيام التي ستأتي أثقل على قلبي من قلب المجرة

قبل عودتي .. كنت أحيا هناك لأعود .. أقرأ على نفسي كل ليلة وعداً بالاستيقاظ تحت الشمس واستنشاق البخور والبحر .. وأتيت لا أحمل في جيوبي أي شيء يشي بسفرٍ آخر

وكنت أتمنى لو تسقط السماء على ذلك االجزء من الأرض فيختفي

أو أن يأتوا من السماء ليختطفونني عاماً على الأقل .. ولكن خيالاتي الغبية بقيت أعجز من أن تتحقق وها أنا ذا تنسحب مني الساعات والليالي

بقي اسبوع فقط!

وبعدها أعود للمنطقة المعدومة اللون والطعم والرائحة والمكتظة بالكآبة المرة والطقس المجنون والشوارع الرتيبة والوجوه الفقيرة المعالم والملامح

حتى كتبي الجديدة لا تغريني بالسفر لوحدةٍ لا تجمعني إلا بها

..

أذهب هنا كل صباح لمكتبة الجامعة .. صمت ثلاثة أيام .. واليوم رأيت في منامي بعد الظهر أصنافاً كثيرة من الطعام – يبدو أن جوعي كان أكبر مما ظننت - .. ومن ضمن الولائم ، مائدة شهية لي وحدي شرط ان اجتاز التنين الضخم الجاثم أمامها!

كنت أراقب عيونه المسلطة على الطعام وتراقبني معدتي المتضورة .. لكنني صحوت قبل أن أتقدم ولو خطوة!

البيت هنا لا يهدأ .. يجمع لي كل ليلة وجوه أحبتي الصغار منهم والكبار .. وأنا لا أريد أكثر من ذلك أغلب الوقت

سندس الصغير وعمرها عامين واربعة أشهر تسألني كل يوم ان كنت سأذهب في الطائرة مرة أخرى، وان كنت سآخذها معي لأنها تريد ذلك! ثم تصمت وتقول : لا تلوحي! (لا تروحي)

أما هديل وتصغرها بأربعة أشهر فتلوح لكل طائرة تراها ، وعندما أسألها من فالطائرة؟ تجيبني : انتي!

وأتمنى لو أنني أستطيع حقاً أن أكون في المكانين

علي إنهاء تقاريري قبل نهاية الاسبوع بالاضافة لعدة زيارات وجولات تسوق ..

وأريد الذهاب للعب البولينغ وزيارة البحر ..

زرته الأربعاء الماضية .. لكنني لم أقترب منه كثيراً .. ولا أدري لماذا!

كانت هناك مراجيح كثيرة .. لعبت عليها كالأطفال أتسابق مع أختي ونضحك ..

لكننا لم نطل الجلوس فقد أزعج البعوض أهلي وعدنا .. في اليوم التالي احتفلنا بذكرى ميلاد هديل

لم نخطط للحفل ولم نشتر لها هدايا ، ولم تكترث .. فقد كان أكبر همها ، إطفاء الشمعة !!

ولم تنتظر لتتمنى شيئاً .. فعمرها كله أمنية وحياتها حلم سعيد .. تساءلت ساعتها .. لو أنني تمنيت ساعة اطفائها الشمعة ،

هل يتحقق لي حلمٌ ببراءة عمرها !

23:19



No comments: