Wednesday, February 10, 2010

عبادي


أخي الأصغر ، لم يبرح خيالي اليوم .. رغم أنه لم يعد صغيراً أبداً كما كان

فهو لا يصغرني إلا بعامين فقط، ويبقى صغيراً في نظري .. ووحده أكثر من غيره يشغل حيزه المميز

رغم تواصلنا القليل ، بغض النظر عن المسافة ، واهتمامتنا المشتركة المنعدمة نوعا ما ، إلا أنه يسيطر على الكثير مني

يسكن تلك الناحية من قلبي حيث ترتفع الحرارة ويتزايد القلق والرعاية ، والكثير من الحب بالطبع!

بالأمس ، توفي صديقه الأقرب ، قضى بقربه أكثر مما قضى معي أو مع أيٍ من أفراد العائلة

شاركه أوقاته كلها وأفكاره ومشاعره .. والكثير من الأسرار ولا شك

لحظة سمعت الخبر ، شعرت بشيء ما يشطرني لأكثر من نصفين اثنين والكثير من الشظايا الصغيرة

عانى أخي مع الموت أكثر مما عانى بقيتنا ، فأصحابه كما يبدو ينقرضون شهراً بعد شهر

يخطفهم الموت واحداً تلو الآخر دون شفقة ، ويخطف معهم ملامحاً جديدة من شقيقي كل مرة!

لم يكن يوماً يشبهنا، تتراكم تحت جلدته ثقافة مختلفة ويجري في عروقه نهر مختلف التيار ..

وتحاشياً للاصطدامات الكثيرة ، تلك التي نتحصن فيها بمادئنا الخاطئة ضده وضد الاختلاف بشكل عام

كان شقيقي الصغير يبتعد شيئا وشيئا ، ويخلق بيننا سدوداً شاهقة من الصمت والبعد

ويلئم فراغها بجسوره معهم

كانوا عائلته أكثر مما كنا ، وليلة البارحة ، ذهب أقربهم ، إلى حيث لن يعود

صوته اليوم كان مختلفاً ، مخنوقاً ورجلاً أكثر مما مضى

خربش الموت على لحنه كثيراً حتى شوهه ..

ولابد خربش على قلبه ، وقلبه حنون جداً لا يخطئه الصغار ، فكيف يحتمل!

أكره الموت العابث بمن أحب ، وأكره أن يضيق دائرته حولي

أكرهه كله ..!

16:48



No comments: