عندما تكون
مطرًا، فأنت لا تهتم بالمكان الذي تهطل عليه، أينما وقعت؛ نفعت!
لا يهم كم
تختلف أوعية الناس التي تجمعك، فكل إناء سيحصد منك ما يكفيه، وقليلك للصغير ككثيرك
للكبير، والجزء منك كـ كلك!
لكن لنفترض أنك
لست مطرًا، أو أنك لم تصبح مطرًا بعد
أو أنك كنت
مطرًا ولم تعد
كل ما أنت عليه
الآن تمثال منحوتٌ من شيءٍ ما، صلصال ربما أو زجاج أو رخام
الجزء الصغير
منك لا يمثل الكل، ولا يمكنك أن تفترض أنك قابل للقسمة والتجزئة لأنها لن تعبر عنك
أبدًا
ولأنك –أيًا كانت
الرسالة أو المهمة التي تقوم بها- لا يمكن أن تنفع –إن نفعت- إلا بشكلك الكلي،
بحجمك كله أيضًا، وبثقلك
حينها، سيهمك
جدًا أين يمكن أن تستقر، ستفهم أيضًا أن الأوعية الصغيرة لا يمكن أن تستوعبك، ولا
يمكن لجزء منك إلا أن يجعل الأمور أكثر تعقيدًا
لذلك فأنت تفهم
أيضًا لماذا ينأى كلك بـ كلك عن كل شيء
ولماذا لأول
مرة مُنذ أدركت وجودك، تلوذ بالصمت الطويل
وأن الصمت لا
يعني أنك خائف، أو تائه، أو أنك لا تكترث .. لكنك لم تجد الوعاء المناسب، ولا
الأرض التي تسعك
أنت فقط تعبر
عن نفسك بأبلغ ما تستطيع
أو هكذا أمنّي
نفسي!
15:39
16 يوليو 2015
يورك