لطقوس الصباح في داخلي نفسٌ طويل للغاية، للساعات التي
يمكن أن أقضيها على فراشي كل صباح دون ملل، أتقلب فيها بين أحلام اليقظة وبقايا
أحلام المنام، والأخبار الجديدة التي أقرأ على صفحة هاتفي، لكن نفسي الطويل هذا
على ما يبدو ليس قويًا جدًا كما كنت أظن، وليس محصنًا بما يكفي أيضًا ..
اليوم خطفتني من النوم مكالمة طويلة، ثقيلة، كصخرةٍ تزن
ملايين الأطنان تجثم على صدري الآن وتئد أنفاسي لحظة ولادتها، حديثٌ يقذفني في قلب
الدوامة من جديد، تتلاطم على روحي من جديد كل الأسئلة، ولأنني أعرف أغلب الإجابات،
ترتدي الحيرة ثوبًا جديدًا، أكثر مرارة
ثوبًا أسود كأثواب الحداد
حتى الحيرة تبدو أكثر إنسانيةً اليوم من كثير ممن أعرف
ما أبشع كل ما يحدث باسم الحب
وما أغرب إيماني الوثيق به رغم بشاعة كل ما يحدث
يعرف الحب كيف يصقل هذا الإيمان، كيف يشذبه، وكيف يسلخ
عنه كل يوم قشرةً جديدةً كانت تتعلق به دون وجه حق، لا يبالي كثيرًا بأثر هذه
العملية على قلبي، وعلى روحي، يعرف أن الوصول لذات الحب الخالصة من كل هذا الزيف
القبيح تشفع له كل شيء
ما أبعد اليوم عن الأمس
ما أبعده!
وما أكفره أيضًا
لم يكن هذا صباحًا مدللًا، لا أحب أن أدعوه صباحًا قاسيًا،
لكنه كان صارمًا جدًا، حازمًا، ثقيلًا بعض الشيء
أشعر ببعض الحزن .. بتلك الرغبة التي أعرفها في البكاء
دون أن أبكي، بالطفلة في داخلي تركض في كل الأنحاء تبحث عن متنفس ولا تجد فتجلس
على الأرض تكوم ركبتيها على صدرها وتدفن وجهها وتغيب!
لكن لست غاضبةً أبدًا، كان ينبغي لصباحٍ كهذا أن يأتي
ولمجيئه لابد أن أمتن :)
11:46