إن أسهل ما يمكن أن أقرره اليوم ، هو أن أسلّم بأنني كثيرة الشكوك ، وأن كل ما يدور حولي وبي ليس سوى وسواس بشع كبير ، لا داعي لذكره أبداً .. وهو ليس بالقرار الجديد على أية حال ..
أصبت الأسبوع الماضي بالتهاب في الحلق مصحوباً بارتفاع في درجة الحرارة ومن ثم زكام، عندما زرت المركز الصحي، نبهتني الممرضة لضغط دمي المنخفض وضرورة علاجه قبل أن يفاقم من حالتي الصحية، وكانت قراءة الضغط لدي 86/60 .. بعد أيام قليلة تراجع الالتهاب وتلاشت الحمى وبقي ضغط دمي منخفضاً ، يشعرني بدوار شديد كلما تحركت ، وبرودة وتنميل في الأطراف ، بالإضافة للكثير من الإنهاك، حاولت رفعه بالطعام لكن شيئاً لم يجدِ أي نفع، بالأمس ، كان إنهاكي مبالغاً فيه، وقراءة ضغط دمي 96/59 .. طلب مني والدي اليوم زيارة الطبيب للوقوف على مسألة هذا الضغط الهارب من شراييني !
توجهت للمشفى ( س ) ، حسب نصيحة أبي، وكانت لي مع هذا المشفى ذكرى لا أحبها لكنني تحاملت على نفسي وذهبت ، بقيت أنتظر وأخي وقتاً طويلا .. ونضحك لأننا ننتظر بالساعات ولا يرانا الطبيب إلا خمس دقائق منها أربع يقضيها أمام حاسوبه!
انتظرنا ساعةً هذه المرة، وبالقرب منا عائلة تسعل بشكل محزن، ثلاثة من أفرادها ينتابهم سعال شديد ويبدو عليهم التعب، ناداني الممرض بعدهم، فلما دخلت ، وجدت الطبيب يضحك على والد الأسرة التي سبقتني إليه وأنه ما جاء بهم إلا ليحصل على إجازات لأبناءه الثلاثة!
طلب مني الجلوس وسأل (نعم أختي؟) .. أخبرته بأن ضغطي منخفض وأعلمته بقراءات الضغط الأخيرة، سألني عن "خلفيتي المهنية" كما أسماها ، وطلب مني الذهاب لقياس ضغطي مع الممرضة، قست ضغطي وعدت – ارتفع هذه المرة ل 113/67 ولله الحمد- ، وقبل أن أقول أي شيء، هجم علي بلهجة حادة يرافقها الكثير من التمثيل باليدين بأن علي أن أنزع هذه الشكوك من رأسي وان لا أصدق الأوهام وبأنني بخير وينبغي علي العودة للمنزل !! وأنني حتى لا أشكي من أي دوار!
حاولت استجداء بعض التركيز خلال صدمتي وأخبرته بأنني أعاني من دوار حقاً! .. قال انتِ لم تذكري هذا !! (وكأنني أدعي فأتمسك بأي عرض يذكره هو لعله يلصق بي مرضاً!) .. أخبرته بأنه لم يعطني أية فرصة لأشرح! .. ابتسم ساخراً وقال بأن هذا شيء عادي !
لم يناقشني ، ولم يعطني أكثر من ابتسامات ساخرة، وورقة طلب مني فيها تسجيل ضغطي كل يوم لأقتنع بنفسي أنه لم يكن منخفضاً وقال "تفضلي!" .. يعني اخرجي!
هل كنت مصدومة جداً ؟ .. لا أدري .. لكنها ليست المرة الأولى هنا ..
في المرة الماضية، زارتني نوبة صداع شديدة، كنت لا استطيع المشي خلالها ، فلجأت للمستشفى علهم يعطونني دواء مسكناً ، فصداعي لا تنفعه المسكنات العادية ولم يفلح معه آخر مسكن وصفه لي طبيب آخر ، وقد تعطل عملي وتعطلت أيامي أسابيعا بسبب نوبة الصداع تلك، وبحسب علمي ، فإنني يحق لي حتى ولو كان ما أشكو منه مجرد (ألم في الرأس يمنعني حتى من المشي) أن أحصل على علاج ومسكن من المشفى!! .. المهم، أنني وأمام طبيب آخر ، استمعت لمحاضرة طويلة عريضة .. عنيفة حادة اللهجة! مفادها أن علي أن لا أتوجه لأي مستشفى بعد الآن! وقال الطبيب – دون تغيير لكلماته أو تحريف-: (لا تفهميني غلط ولا اقصد اي قلة احترام ولكن اعتبري نفسك فأر تجارب ، جربي الأدوية من الصيدلية وشوفي وش يناسبك ولا تجي المستشفى!!) .. !!!
هل أمسك أحدهم هؤلاء الأطباء من رقابهم وسحبهم للعمل؟ هل أجبرهم أحد على دراسة الطب سنيناً طويلة والجلوس لخدمة المرضى؟ .. هل أدوا القسم العظيم تحت تأثير السلاح؟
أم أنني كنت حقاً أتوهم أنني أتألم .. !
لست أدري
20:43
11 مارس 2011
سفينة نوح
2 comments:
قد يتسلل الوسواس ذهن كل إنسان مهما كان جنسه ونوعه ومبدأه، ولكن مما لا شك فيه أن الصداع الذي ينتابك لا يمت بصلة للوسواس ولا يبرر تشخيص طبيبنا المبجل، أتعجب أحيانا المنطق الذي ينتهجه الطبيب بمداواة الملتجئين إليه بإكسابهم مرضا نفسيا لا وجود له!! أهو عجزهم في كشف الغموض؟! أم هو لإلقاء اللوم على كل من تسول له نفسه بإثبات أنهم على خطأ؟!! لقد تبخرت صفة طمأنة المريض من معظم الأطباء كتبخر الماء من القدر وربما كان السبب لأنهم اتخذوا الطب كمهنة وليس للتسبب في مساعدة الناس على الشفاء. لقد استرجعت ذكرياتي مع الصداع الذي كان ولا يزال رفيق دربي الوفي منذ الصغر، ففي زيارتي الأولى للمستشفى عندما كان عمري لا يتعدى الثانية عشر صيفا-لايوجد ربيع في عمري لذا سأسميه صيفا- قام بمعاينتي طبيب يوحي من مظهره المهيب أن له باع طويل في هذا المجال وبعد التحاليل والأشعة قال لي وبكل ثقة: إنه ورم في الدماغ!!!!!!!!!!!! "لا تعليق البتة" وفي زيارتي الثانية بعد طلب من أبي بأن أذهب إلى المستشفى ليطمئن علي وإذا بنفس التحاليل لم تتغير وعلى حسب ما أذكر كنت في العشرينات من عمري الذي انقضى، ولكن في هذه المرة كانت الجالسة أمامي طبيبة يخيل إلي أنها محنكة وعندما رأت أن كل شيء إيجابي سواء أكان في نتيجة فحص النظر أو الأشعة أو ضغط الدم وإذا بها تقول لي: أأنت متزوج؟ فقلت لها: لا، قالت: أنت تشكو من مرض نفسي!! قلت والإبتسامة تسبق قولي: ولماذا وأنا لا أعرف شيئا غير الضحك ولا شيء يعكر صفوي وأنا أدرى بنفسي، قالت: لا أنت تشكو من الضيق ومن مرض نفسي، فتبادر في ذهني لماذا هي متأكدة مع أنه لم تكن لكلمة الضيق وجود في قاموسي وجل ما اعرفه الفرح والسرور دوما فقلت لها مسرورا بعد أن رأيتها تكتب وصفة الدواء لي: لا تعطيني دواءا للمرضى النفسيين فأنا لا أشكو من علة نفسية، لا أتذكر بماذا أجابتني وهي مغتبطة ولكني أذكر أنهاأعطتني الوصفة وصرفت الدواء وبعد سؤالي لصديق لي يعمل في مجال الصيدلة أنه دواء للمرضى النفسيين فاكتفيت برميه مع ضحكة وعلامة تعجب كبيرة. أصبحت كلمة انك توسوس أو تعاني مرضا سلوكيا "شماعة" يعلقون عليها فشلهم فلا تبالي بتشخيص من لا يعرف أو تبرأ من أهم مبدأين من مبادئ الطبيب وهو مبدأ كيفية التعامل مع المريض ومبدأ الإنصات فهذا دليل على فقدانهم لهويتهم الطبية.
أرجو منك أن تتقبلي مروري مع جزيل الشكر
'Faisal"
طرق ترميم و صيانة منازل بالرياض
عزل الاسطح بالرياض بطريقة العزل المائي
العزل الحراري بالرياض واستخداماتة
طرق عزل الفوم بالرياض
طرق كشف تسربات المياه بالرياض
طرق عزل اسطح
Post a Comment