Monday, July 19, 2010

ثرثرة وقطار

ينحدر المزيد من الظلام إلى الأرض من قلب السماء البعيد

ولا أبالي كثيراً .. ففي ناحية كبيرة مني أتسكع لا زلت بين الصناديق الكثيرة التي حشرتها رواية بريدا في رأسي

أفكر في توأم الروح .. وحوار خيالي جرى صباحاً يرافقني ، وكيف أننا قد نلتقيهم وقد لا نفعل أغلب الأحيان

ربما ماتوا الآن ، ربما نموت نحن قبل أن نلقاهم . . وقد نفعل أحياءً ولا نعلم .. أو لا يكون الوقت مناسباً .. لكن يكفي الإيمان مجرد الإيمان بوجودهم

يلزم الإيمان بعض التضحية ليمدنا بعمر جميل من الأسباب التي نستيقظ لأجلها صباحاً

يذكرني الحوار الخيالي أيضاً بشيء قالته لي نفسي الأخرى وهي تتحدث ( ولا أدري لماذا لا تقوله لي نفسي حين تكون أنا ولا تكون غيرها ! )

أخبرتني أننا نختار أن نعطل دماغنا ، وأننا لابد تمر علينا أحيان ، قد تتباعد أو تتكاثف أكثر من مرة حتى في اليوم الواحد ، حين يكون بيدنا ان نختار أن نعطل جزءً من دماغنا

أن نغمض حواسنا ونسير مخدرين هائمين .. ونفعل ذلك دون تردد وكأنه عادة ألفناها دون ان نلتفت!

لكن نفسي لم تخبرني ان كان هذا صواباً أم خطأً .. أو خليطاً من هذا وذاك ..

في كل مرة أتحدث فيها مع نفسي عنا وعن أي شيء وكل شيء تخطر لي صديقتي بدرية لكثرة ما اعتدنا أن نثير أحاديث كهذه معاً

وفي كل مرة أحاول فيها الغوص أعمق في داخلي ، أراني صغيرةً تدور حول نفسها ! ربما بفرح .. وربما فقط بانخطاف

أمضيت الأيام الأخيرة بين أدنبرة ونيو كاستل وليدز ولندن! وها أنا ذا الليلة أعود من لندن إلى ليدز والليل ينتصف وغداً صباحاً أتجه للجامعة ومشروع رحلة جديدة إلى نيو كاستل يزورني باستحياء!

الصور الكثيرة التي عبرتني وأنواع الإعياء الجديدة التي لم أختبرها يوماً والتغيير الذي طرأ على كل عاداتي اليومية شعرت به ينشر خلايا ذهني كمنشار كهربائي عنيف!

فتنفتح على بعضها وتمتزج مكشوفة فتزداد حساسيتها وحرارتها

شعرت بها تنفخ في ذهني كلاماً كثيراً وافكاراً .. تتراكم على بعضها الآن وتسألني بعض الراحة والمساحة كي تنسبط وتتمدد لتتعرف على نفسها وأتعرف معها عليها

واشعر الآن بمشاعر جديدة تجاه الحياة .. وكأنني بذاتي تترك نوافذها القديمة لتعتلي برجاً جديداً بنافذةٍ أوسع أفتحها على العالم وأراه منها مضيئاً أكثر ، رائعاً أكثر واوضح من أي مرة سابقاً!

وفي كل مرة أنظر فيها إليه من نافذتي الجديدة تندفع في عروقي شحنات باردة متحمسة لاقتحامه واكتشافه وعيشه تفصيلاً تفصيلاً!

اشعر بالحماس أيضاً لإنهاء مشروعي وباقي متطلبات دراستي لأنهي الماجستير خلال الشهرين القادمين ..

وبدأت التفكير جدياً بمرحلة الدراسة القادمة وإمكانيتها وفي العمل وأشياء أخرى كثيرة

ورغم كل هذا الاندفاع ، لم استطع التخلص من الشعور بأن كل ما تبقى لي من حياة لا يتعدى العام ونصف!

ولا أدري كيف تسرب إلي هذا الاحساس منذ طفولتي! وبدأت من ذلك العمر الصغير أحصي سنواتي الباقية بقلق من أن أموت قبل أن أترك شيئاً يتذكرني به العالم

كنت اشعر بأنني مهمة .. وبأن لدي ما يمكن أن يهم ..

كبرت الآن كثيراً عن قبل .. واختلفت مشاعري تجاهي ، لكن شيئاً لم يتغير ، وهو احساس النهاية هذا ..

وخالص أملي أن لا يطوف العمر قبل أن أكتب كتابي الأول وقبل أن أرسم أكثر!

لكنني لا ألح علي كثيراً .. وكل ما اتطلع إليه الآن ، المزيد من النزهات الطويلة مشياً ، وربما اقرر المشي يومياً في الهايد بارك في الصباح الباكر قبل الجامعة والقراءة أكثر

تغريني علبة أقلام الرسم والألوان التي اشتريتها .. لكنني لن أستبق اي شيء ،

سأتمشى وأقرأ وأدرس .. وابتسم للحياة الجديرة بنبض قلبي!

قطار لندن – ليدز

11:46

18 يوليو 2010

No comments: