في كل لوحة مفاتيح يوجد زر مميز لا يمكنك العيش حاسوبيا بدونه .. مكتوب عليه (delete) او (del) اختصاراً!
يوجد أيضا زر آخر (backspace)
وهكذا يمكنك أن تتراجع عندما ترى أن ما اخترته لم يكن ليأخذك حيث تشاء
تستطيع دائماً مسح كل ما لا تريد أن يبقى موجوداً .. يمكنك التخلص منه بزر واحد
لكن يبقى عليك أن تنتبه دائماً ، لأن المحذوفات تذهب لملف محذوفات معين .. ولابد أن تكون حريصاً لتحذفها من هناك أيضاً
البعض يفعل ذلك ليخفف من حمل الجهاز والبعض ليخفي ما لايريد لأحد رؤيته والبعض يحذف الأشياء هرباً منها لأنها تقلقه ، تخيفه .. أو ترسم أمامه ما لا يحب
عندما تتصفح الانترنت، يمكنك أن تتخلص من الصفحات التي تصفحتها والملفات وآثار كل نقرةٍ نقرتها
يمكنك أن تتخلص من تاريخك الشبكي .. يمكنك ان تختار (delete history) لكن عليك أن تكون حذراً أيضاً فهذا لا يكفي .. المفات تبقى محفوظة في مكان آخر بجميع التفاصيل ، فقط ان تمكنت من الوصول إليه تتمكن من حذف كل شيء
لديك خيارات مشابهة في هاتفك ..
توجد ممحاة مع قلم الرصاص ومزيل أبيض للحبر ، أبيض بلون النقاء
حتى خلايا الجسد تتجدد وخلايا الدم تجدد نفسها كل 120 يوماً
لكنهم يقولون بأن الملفات والصور وجميع تفاصيلك لا يمكن أن تحذفها نهائياً من أي مكان وأي جهاز ، فهم يستطيعون اخراج المحذوف وتتبعه ..
ويقولون أيضاً أن علينا أن لا نبيع ما نستخدمه من هواتف محمولة
يوجد زر للحذف ولكن لا يمكن للأشياء أن تذهب أو تتلاشى
توجد سطور كثيرة عن المغفرة في ديانات العالم أجمع كما في ديانتي ، ولكنك تتعلم خلال رحلتك في هذه الحياة الغريبة أنها لا يمكن أن توجد خارجها .. أنك لا تستطيع أن تخفف حملك ، أن تهرب أو تخفي
تتعلم أنك مربوط بحبلٍ طويلٍ جداً ، يرتبط به في عقدة واثقة كل ما تفعل وتقول ليصبح أثقل وأثقل
ستحاول أن تغير تصفيفة شعرك وربما اسمك وعنوان منزلك لكن ماضيك سيبقى يتبعك
يمشي حين تمشي ويجري خلفك حين تجري .. تتوقف فيتوقف لتكملا السير معاً .. تراه في عيون الآخرين وفي قلوبهم
تصلي وتصوم وتبكي .. تسير على المسامير وتبتلع شفرات الحلاقة لكنك لن تتطهر
الغفران والنسيان والتوبة مجرد أسطورة .. وخرافة
وزر الحذف على لوحة مفاتيحك مجرد اضافة لمعانٍ نفسية بلا منطق آخر
لذا .. انتبه في المرة القادمة .. لا ، لا توجد ملفات أخرى تتبعها لتحذف منها ملفاتك .. الحل الوحيد لتختفي الأشياء هي أن لا تكون أصلاً
و جرب أن تعد ل10 قبل أن تنقر !
21:08