أنهيت للتو ساحرة بورتوبيللو لباولو كويليو ، أعارتني إياها صديقتي لعلني أهتدي بها إلى روحي
وبالفعل ، ذكرتني الرواية باشياء كثيرة غابت هنا وهناك ، وأعادت بداخلي عزماً كدت أفقده
طريقة كتابة الرواية أعجبتني ، ففيها يجمع حبيب البطلة اعترافات المحيطين بها عنها ليكتب قصة حياتها
المليئة بالأساطير والفلسفة والنضال من أجل "الحب" الذي تظنه شيرين/أثينا/آيا صوفيا
كانت مختلفة منذ بدء نشئتها ، فقد ولدت من أم غجرية أحبت أجنبياً حتى حبلت منه وألقت بجنينها أمام ملجأ
اعتقاداً منها بأنها ستعود وفق صوتها الداخلي الذي سمعته متجلياً في شجرة
ومن الملجأ لأحضان زوجين من لبنان يئسا من الانجاب ، تكبر شيرين مغرمة بالرقص ومتعلقة بالدين المسيحي
مع هجرة والديها بالتبني إلى لندن، تكبر اثينا وتلتحق بالجامعة لتتعرف حبيبها الأول بعد مشاجرة!
وتترك الجامعة لتتزوج منه أملاً في إنجاب طفل تغدق عليه الأمومة التي لم تحصل عليها
بالنسبة لي شخصياً ، اثينا حتى الآن فتاة عادية ، ربما شعورها بالنقص جعلها تلتفت لنفسها والتفاتنا لأنفسنا
يجعلنا قادرين أكثر على الحفاظ على شفافيتنا
وقادرين أكثر على استماع أصوات أرواحنا بالإضافة لما اضافه إليها حب الموسيقى وروحانية الدين!
وتسافر بحثا عن أمها الحقيقية ، تجدها وتؤخذ بعقيدتها – ان صح القول- بتمجيد من حاميتها الجديدة لتبدأ مذهباً جديدا
تعتقد البطلة بالآلهة الام التي يمكنها الاتحاد بها من خلال الرقص والحب والتأمل
وكأنها وصلت لمرادها فتدعو إليها آخرين في المصرف ثم تقرر أن تنصرف إلى الصحراء وتتعلم الخط
قبل أن تعود من جديد لتجمع من حولها طائفتها المتعطشة لما يعوضها واقعها البارد
يقع الصحفي في حبها وتقع حبيبته في شرك معتقداتها لتصبح خليفتها
ويثور المجتمع عليها والكنيسة وتهددها المحكمة بسلبها الوصاية على طفلها لذلك وبمساعدة حبيبها الذي لم تذكره قط الا مضطرة
تنجح في الاختفاء
الرواية بشكل عام تنجح في إثارة الأسئلة وتقليب تربة الروح وإنعاش الذات
لكنني وجدتها تبالغ في بعض الأحيان
وأسأم من سردها الموغل في الخرافة حتى أنني سعدت بإنهائها على غير ما توقعت!
رغم كل شيء ، هذه رواية استثنائية