Wednesday, May 19, 2010

zzzzzzzzzzzz

بدأوا بمعاينة غرفتي منذ الأسبوع الماضي

فعقدي لم يتبق على انتهاءه أكثر من شهر وعشرة ايام تقريباً .. تزعجني زيارات المعاينة .. فهي تشعرك بأن الشيء الوحيد الذي كنت تظن بأنه يخصك هنا ليس كذلك أبداً!

يأتون جماعات ليراقبوا الجدران والمطبخ والأثاث ، يسألون عن التدفئة والماء .. ويجولون بأعينهم حول كتبي وأشيائي ثم ينصرفون .. معاينة اليوم ستكون الثالثة

صحوت اليوم متعبة بعض الشيء وكان علي أن أنظف المكان وأبعد ما لا أريد أن يكون جزءً من المعروض

لأرتب غرفتي علي دائماً أن أبعثرها أولاً!! ولا أدري لماذا أفعل هذا .. كنت قد فتحت النوافذ رغم أن لا تفتح إلا جزئياً - بابها ينزلق مساحة صغيرة لا تسع يدي للخروج!

أملت أن يتجدد الهواء وتسري بعض برودة الطقس للداخل ..

لكن كل شيء يبدو ساكناً هناك .. وأوراق الأشجار لا تنبض أبداً

وعوضاً عن الهواء المنعش الذي أملت ، كل ما جاءني كان نحلة سوداء ضخمة!!

سمعت طنينها قبلها ، لا أخفيكم .. أشعر بخوف من الحشرات التي تملك القدرة على إيذائي!

أكره العناكب على وجوه الخصوص وكذلك الزواحف كالأفاعي ، وأكره حتى تخيل العقرب!

ساعة رأيت النحلة هربت إلى دورة المياه فهو المكان الوحيد الذي يمكن أن أختبئ فيه .. هاتفي على الطاولة قرب النافذة ولا أعرف أحداً هنا .. ولم أكن في وضع يسمح لي بالخروج من الغرفة !

كنت أسمع طنينها الشرير بوضوح حتى أنني تخيلت أن سرباً طويلا من النحل تبعها لغرفتي !

ثم هدأ الصوت .. انتظرت قليلا وخرجت .. بحثت بعيني في كل مكان ولم أجد شيئاً .. ارتحت بعض الشيء ، قد تكون خرجت .. لم أشأ التفكير في خيار آخر وسامح الله كل من زاد خوفي!

رتبت المكان سريعا ثم زاد اطمئناني فأغلقت النوافذ ، لعلها خرجت حقا

لحظات فقط واستمع صوتها مرة أخرى قريبة من النافذة المغلقة !! انتظرت حتى أغلقت النافذة لتعلن تواجدها

لم أعرف ما الذي يمكنني فعله ، لن أجرؤ طبعا على قتلها ولا أستطيع محاصرتها لتخرج

انتظرت .. طويلا! ، ثم قررت أن أقترب بهدوء .. وفتحت النافذة وتوقعت أن النحلة ذكية وستتمكن من تتبع مصدر انبعاث الهواء وتخرج لكنها بقيت تحوم حوله دون جدوى

ثم قررت أنها ستحب مصباح غرفتي فالتصقت به .. رميته بأكثر من شيء تمكنت من رؤيته أمامي

تطير للنافذة ثم تعود للمصباح ثم للنافذة ..

كان صبري قد نفد .. أمسكت كرة من زوجي جورب ورميتها به فهربت عبر النافذة!

تنفست الصعداء أخيراً .. بقيت فقط جماعة النحل التي ستأتي لتنتهك خصوصية مكاني وملجأي الصغير بعد قليل!

الحشرات بدأت تزداد الآن ، فحرارة الجو صارت أدفأ والنباتات تعبر عن مشاعرها بوضوح في كل مكان

والمقبرة بجواري تحولت لغابة حقيقية لا يمكن تمييز القبور فيها كالسابق ..

قبل يومين وجدي عنكبوتاً صغيراً متسللاً عبر فتحة أسفل الجدار .. فكرت، أي شيء آخر يمكن أن يستخدم الفتحة نفسها غداً!

وأشعر بالحر ! حرارة الغرفة مرتفعة .. لا يوجد تكييف والنوافذ لا يمكن فتحها إلا بمقدار صغير

يوم الاثنين ، أديت اختباري الأول .. في ليالي الاستعداد للاختبارات أحن إلى صديقاتي الحنين الأكبر .. أتذكر سهام وعايدة أيام الجامعة في عمان واستعدادنا معاً ومشاركتنا بعضنا كل المشاعر المصاحبة

لكنني هنا أجبر على ابتلاع قلقي وارتباكي ، وعلى معالجة كل أسئلتي بنفسي حتى وان كان ذلك بتجاهلها فقط

حتى وان تواجد آخرون ، فهم لا يرحبون بالضرورة بأي صحبة أخرى !

ومع هذا ، أديت اختباري بشكل جيد كنت سعيدة به .. وآمل أن أستمر هكذا لنهاية هذه الفترة

الشمس هنا صارت تشرق أوسع وأوسع كل يوم .. لكنها لا تستطيع أن تعدنا بشيء

فهذه الأرض تحب تغيير وجهها في كل حين .. أذكر ظهر يوم الاختبار وأنا أنتظر خارج المبنى وأراجع أوراقي ، كانت الشمس تلهب رأسي وأشعر بالحر وأتساءل عن الحماقة التي قادتني لارتداء معطف اليوم!

لكن وقبل أن أنهي تذمري ، هب هواء بارد وغامت السماء واختلف كل شيء!

على فكرة .. بي الكثير من الشوق اليوم

16:00

19 مايو 2010



No comments: